من موقع اسلام واي
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» (أخرجه البخاري).
وقال عليه الصلاة والسلام: «الصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم».
قال بعض السلف: "أهون الصيام ترك الشراب والطعام"، وقال جابر رضي الله عنه: " إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء".
ولنعلم أن الكلام أربعة أقسام:
1. قسم ضرر محض.
2. قسم نفع محض.
3. قسم فيه ضرر ومنفعة.
4. قسم ليس فيه ضرر ولا منفعة.
وبهذا يتضح أن الضرر والمباح من الكلام أكثر من المفيد، وبالتالي فإنه من الفرص تعلم الإنسان في هذا الشهر الكريم حفظ لسانه من المنزلقات (الغيبة والنميمة والكذب واللمز والاستهزاء والذم والقدح والسب والشتم واللعن وفضول الكلام)... ولا ينس «إني صائم!» إنها علامة الإيمان.
قيم وأخلاق رمضانية .. التواضع والبذل والإيثار:
سئل بعض السلف: لم شرع الصيام؟ قال: ليذوق الغني طعم الجوع، فلا ينسى الجائع، وهذا من بعض حكم الصوم وفوائده.
وكان كثير من السلف يواسون من إفطارهم أو يؤثرون به ويطوون، كان ابن عمر يصوم ولا يفطر إلا مع المساكين، فإذا منعه أهله عنهم لم يتعش تلك الليلة، وكان إذا جاءه سائل وهو على طعامه أخذ نصيبه من الطعام وقام فأعطاه السائل فيرجع وقد أكل أهله ما بقي في الجفنة، فيصبح صائماً ولم يأكل شيئاً.
واشتهى بعض الصالحين من السلف طعاماً، وكان صائماً فوضع بين يديه عند فطوره، فسمع سائلاً يقول: من يقرض الملي الوفي الغني؟ فقال: عبده المعدم من الحسنات. فقام فأخذ الصحفة، فخرج بها إليه وبات طاوياً.
وجاء سائل إلى الإمام أحمد فدفع إليه رغيفين كان يعدهما لفطره، ثم طوى وأصبح صائماً.
وكان الحسن يطعم إخوانه وهو صائم تطوعاً، ويجلس يراوحهم وهم يأكلون، وكان ابن المبارك يطعم إخوانه في السفر الألوان من الحلوى وغيرها وهو صائم..
سلام الله على تلك الأنفس الربانية رحمة الله على تلك اللآلئ الوضيئة لم يبق إلا أخبار وآثار..
كم بين من يمنع الحق الواجب عليه وبين أهل الإيثار.
فلعلي وإياك أن نترك خبرًا مع القوم فيردفنا الله في صفوفهم.
قيم وأخلاق رمضانية .. الصبر:
قال الله تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10].
والصبر ثلاثة أنواع: صبر على طاعة الله، وصبر عن محارم الله، وصبر على أقدار الله المؤلمة.
وتجتمع الثلاثة في الصوم، فإن فيه صبراً على طاعة الله، وصبراً عما حرم الله على الصائم من الشهوات، وصبراً على ما يحصل للصائم فيه من ألم الجوع والعطش وضعف النفس والبدن، وهذا الألم الناشئ من أعمال الطاعات يثاب عليه صاحبه كما قال الله تعالى في المجاهدين: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [التوبة: 120].
وقد وردت بعض الآثار الضعيفة في ذلك، ومما يستأنس بها في هذا المقام.. منها:
ما روي عنه عليه الصلاة والسلام: «ما أعطي أحد عطاءً خيراً من الصبر» وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أنه سمى شهر رمضان شهر الصبر" (رواه أبو داود وابن ماجه وأحمد)، وفي حديث آخر روي عنه صلى الله عليه وسلم قال: «الصوم نصف الصبر» (أخرجه الترمذي وابن ماجه وأحمد)، والحديثان ضعيفان.
وفي حديث سلمان المرفوع الذي أخرجه ابن خزيمة في صحيحه في فضل شهر رمضان: «وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة» وهو ضعيف جداً.
فهنيئاً لمن وفق للصبر والتصبر «ومن يتصبر يصبره الله» وتعلم ذلك وعلمه، وأوصى وتواصى به، وأيقن بأنه طريق للجنة، ورمضان فرصة للتغيير والتأطير.. وقد صدق الأول حين قال: بالصبر واليقين تنل الإمامة بالدين..
قيم وأخلاق رمضانية .. مع المسجد:
قال الله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} [التوبة: 18].
من أعظم الأمور التي يتعلمها الصائم في هذا الشهر العظيم لزوم المساجد، والمرابطة فيها، وفي هذا الشهر الفضيل معالم من أعظم ما يعين في التعلق بالمساجد ولزومها:
1. جلسة الإشراق.
2. تلاوة القرآن ومدارسته.
3. الصلوات على وقتها، والحضور مع أو قبل الأذان.
4. الإفطار فيه مع جماعة الحي، أو غيرهم (مشروع إفطار الصائم).
5. صلاة القيام (ويوصى باختيار الإمام المتقن المجود، والالتزام بذلك، حتى تطمئن النفس وتسكن للمكان وتخشع).
6. وقت السحر(بعد السحور مباشرة) فيشرع الاستغفار والذكر والدعاء.
7. الاعتكاف.. ولنا معه وقفات..
في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأوسط من رمضان، فاعتكف عاماً حتى إذا كانت ليلة إحدى وعشرين -وهي التي يخرج في صبيحتها من اعتكافه- قال: «{C}{C}{C}{C}{C}{C}من كان اعتكف معي فليعتكف العشر الأواخر، وقد أريت هذه الليلة ثم أنسيتها، وقد رأيتني أسجد في ماء وطين من صبيحتها، فالتمسوها في العشر الأواخر والتمسوها في كل وتر{C}{C}{C}{C}{C}{C}»، فمطرت السماء تلك الليلة وكان المسجد على عريش فوكف المسجد، فبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبهته أثر الماء والطين من صبح إحدى وعشرين".
في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله".
حكم الاعتكاف:
1. حماية المؤمن من فضول الكلام، وفضول النظر، وفضول النوم، وفضول الصحبة، وفضول الطعام.
2. الإقبال على الله والاشتغال به.
3. الرغبة في الآخرة.
4. الزهد في الدنيا.
5. التلذذ بالعبادة.
6. التعود على المرابطة في المساجد.
7. الخلوة للطاعة والتحلي بالعمل الصالح.
متفرقات:
1. إن استطعت الاعتكاف في أحد الحرمين فلا تفوت الفرصة، وإلا فمسجد يعينك المعتكفين به على طاعة الله.
2. الصحبةُ الصحبة (انتقهم، وارق بهم ومعهم).
3. القراءة في أحكام الاعتكاف مهم جداً، ولا تتساهل بأخذ المباحات كالاشتراطات من خروج خارج المسجد لصلاة مع إمام آخر، أو غير ذلك، فقد يفقد الاعتكاف مقصده بذلك، إذ الاختلاط مع الناس قد يسيء للقلب المنحبس على الطاعة.
أخيراً.. قال الإمام الزهري رحمه الله: "عجباً للمسلمين! تركوا الاعتكاف، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم ما تركه منذ قدم المدينة حتى قبضه الله عز وجل".
قيم وأخلاق رمضانية .. العفو والصفح:
قال الله تعالى على لسان المؤمنين: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر: 10].
قال أنس بن مالك رضي الله عنه: كنا في المسجد عند رسول الله فقال النبي عليه الصلاة والسلام: «يدخل عليكم من هذا الباب رجل من أهل الجنة»، قال: فدخل رجل من الأنصار، تنطف لحيته من وضوئه، قد علق نعليه بيده، فسلم على النبي وجلس، قال: ولما كان اليوم الثاني قال: «يدخل من هذا الباب عليكم رجل من أهل الجنة»، قال: فدخل ذلك الرجل الذي دخل بالأمس، تنطف لحيته من وضوئه، مُعلقاً نعليه في يده فجلس، ثم في اليوم الثالث، قال عبد الله بن عمرو بن العاص: فقلت في نفسي: والله لأختبرن عمل ذلك الإنسان، فعسى أن أوفّق لعمل مثل عمله، فأنال هذا الفضل العظيم أن النبي أخبرنا أنه من أهل الجنة في أيامٍ ثلاثة، فأتى إليه عبد الله بن عمرو فقال: يا عم، إني لاحيت أبي -أي خاصمت أبي-، فأردت أن أبيت ثلاث ليال عندك، آليت على نفسي أن لا أبيت عنده، فإن أذنت لي أن أبيت عندك تلك الليالي فافعل، قال: لا بأس، قال عبد الله: فبت عنده ثلاث ليال، والله ما رأيت كثير صلاةٍ ولا قراءة، ولكنه إذا انقلب على فراشه من جنب إلى جنب ذكر الله، فإذا أذن الصبح قام فصلى، فلما مضت الأيام الثلاثة قلت: يا عم، والله ما بيني وبين أبي من خصومة، ولكن رسول الله ذكرك في أيامٍ ثلاثة أنك من أهل الجنة، فما رأيت مزيد عمل!! قال: هو يا ابن أخي ما رأيت، قال: فلما انصرفت دعاني فقال: غير أني أبيت ليس في قلبي غش على مسلم ولا أحسد أحداً من المسلمين على خير ساقه الله إليه، قال له عبد الله بن عمرو: تلك التي بلغت بك ما بلغت، وتلك التي نعجز عنها" (أخرجه عبد الرزاق: 20559، عن معمر، عن الزهري، عن أنس، وعنه الإمام أحمد: 12697، وهذا سند صحيح على شرط الشيخين).
وفي سنن ابن ماجه عن عبد الله بن عمرو قال: "قيل: يا رسول الله أي الناس أفضل؟" قال: «{C}{C}مخموم القلب صدوق اللسان{C}{C}» قيل: "صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟" قال: «{C}{C}هو التقي النقي الذي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد{C}{C}».
وقد ورد أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تسأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن دعاء تدعو به ليالي العشر فقال: «{C}{C}اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا{C}{C}»، وعجبي أحبتي كيف لنا أن نطلب العفو ولم نعفو عمن ظلمنا؟!
قال بعض السلف: "أفضل الأعمال سلامة الصدور، وسخاوة النفوس، والنصح للأمة".
أيها المؤمن... أيتها المؤمنة... فلتتصافح القلوب ولتتغافر النفوس..
ولنقل كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: «{C}اذهبوا فأنتم الطلقاء».. ورمضان ميدان لذلك.
وقال عليه الصلاة والسلام: «الصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم».
قال بعض السلف: "أهون الصيام ترك الشراب والطعام"، وقال جابر رضي الله عنه: " إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء".
ولنعلم أن الكلام أربعة أقسام:
1. قسم ضرر محض.
2. قسم نفع محض.
3. قسم فيه ضرر ومنفعة.
4. قسم ليس فيه ضرر ولا منفعة.
وبهذا يتضح أن الضرر والمباح من الكلام أكثر من المفيد، وبالتالي فإنه من الفرص تعلم الإنسان في هذا الشهر الكريم حفظ لسانه من المنزلقات (الغيبة والنميمة والكذب واللمز والاستهزاء والذم والقدح والسب والشتم واللعن وفضول الكلام)... ولا ينس «إني صائم!» إنها علامة الإيمان.
قيم وأخلاق رمضانية .. التواضع والبذل والإيثار:
سئل بعض السلف: لم شرع الصيام؟ قال: ليذوق الغني طعم الجوع، فلا ينسى الجائع، وهذا من بعض حكم الصوم وفوائده.
وكان كثير من السلف يواسون من إفطارهم أو يؤثرون به ويطوون، كان ابن عمر يصوم ولا يفطر إلا مع المساكين، فإذا منعه أهله عنهم لم يتعش تلك الليلة، وكان إذا جاءه سائل وهو على طعامه أخذ نصيبه من الطعام وقام فأعطاه السائل فيرجع وقد أكل أهله ما بقي في الجفنة، فيصبح صائماً ولم يأكل شيئاً.
واشتهى بعض الصالحين من السلف طعاماً، وكان صائماً فوضع بين يديه عند فطوره، فسمع سائلاً يقول: من يقرض الملي الوفي الغني؟ فقال: عبده المعدم من الحسنات. فقام فأخذ الصحفة، فخرج بها إليه وبات طاوياً.
وجاء سائل إلى الإمام أحمد فدفع إليه رغيفين كان يعدهما لفطره، ثم طوى وأصبح صائماً.
وكان الحسن يطعم إخوانه وهو صائم تطوعاً، ويجلس يراوحهم وهم يأكلون، وكان ابن المبارك يطعم إخوانه في السفر الألوان من الحلوى وغيرها وهو صائم..
سلام الله على تلك الأنفس الربانية رحمة الله على تلك اللآلئ الوضيئة لم يبق إلا أخبار وآثار..
كم بين من يمنع الحق الواجب عليه وبين أهل الإيثار.
فلعلي وإياك أن نترك خبرًا مع القوم فيردفنا الله في صفوفهم.
قيم وأخلاق رمضانية .. الصبر:
قال الله تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10].
والصبر ثلاثة أنواع: صبر على طاعة الله، وصبر عن محارم الله، وصبر على أقدار الله المؤلمة.
وتجتمع الثلاثة في الصوم، فإن فيه صبراً على طاعة الله، وصبراً عما حرم الله على الصائم من الشهوات، وصبراً على ما يحصل للصائم فيه من ألم الجوع والعطش وضعف النفس والبدن، وهذا الألم الناشئ من أعمال الطاعات يثاب عليه صاحبه كما قال الله تعالى في المجاهدين: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [التوبة: 120].
وقد وردت بعض الآثار الضعيفة في ذلك، ومما يستأنس بها في هذا المقام.. منها:
ما روي عنه عليه الصلاة والسلام: «ما أعطي أحد عطاءً خيراً من الصبر» وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أنه سمى شهر رمضان شهر الصبر" (رواه أبو داود وابن ماجه وأحمد)، وفي حديث آخر روي عنه صلى الله عليه وسلم قال: «الصوم نصف الصبر» (أخرجه الترمذي وابن ماجه وأحمد)، والحديثان ضعيفان.
وفي حديث سلمان المرفوع الذي أخرجه ابن خزيمة في صحيحه في فضل شهر رمضان: «وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة» وهو ضعيف جداً.
فهنيئاً لمن وفق للصبر والتصبر «ومن يتصبر يصبره الله» وتعلم ذلك وعلمه، وأوصى وتواصى به، وأيقن بأنه طريق للجنة، ورمضان فرصة للتغيير والتأطير.. وقد صدق الأول حين قال: بالصبر واليقين تنل الإمامة بالدين..
قيم وأخلاق رمضانية .. مع المسجد:
قال الله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} [التوبة: 18].
من أعظم الأمور التي يتعلمها الصائم في هذا الشهر العظيم لزوم المساجد، والمرابطة فيها، وفي هذا الشهر الفضيل معالم من أعظم ما يعين في التعلق بالمساجد ولزومها:
1. جلسة الإشراق.
2. تلاوة القرآن ومدارسته.
3. الصلوات على وقتها، والحضور مع أو قبل الأذان.
4. الإفطار فيه مع جماعة الحي، أو غيرهم (مشروع إفطار الصائم).
5. صلاة القيام (ويوصى باختيار الإمام المتقن المجود، والالتزام بذلك، حتى تطمئن النفس وتسكن للمكان وتخشع).
6. وقت السحر(بعد السحور مباشرة) فيشرع الاستغفار والذكر والدعاء.
7. الاعتكاف.. ولنا معه وقفات..
في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأوسط من رمضان، فاعتكف عاماً حتى إذا كانت ليلة إحدى وعشرين -وهي التي يخرج في صبيحتها من اعتكافه- قال: «{C}{C}{C}{C}{C}{C}من كان اعتكف معي فليعتكف العشر الأواخر، وقد أريت هذه الليلة ثم أنسيتها، وقد رأيتني أسجد في ماء وطين من صبيحتها، فالتمسوها في العشر الأواخر والتمسوها في كل وتر{C}{C}{C}{C}{C}{C}»، فمطرت السماء تلك الليلة وكان المسجد على عريش فوكف المسجد، فبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبهته أثر الماء والطين من صبح إحدى وعشرين".
في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله".
حكم الاعتكاف:
1. حماية المؤمن من فضول الكلام، وفضول النظر، وفضول النوم، وفضول الصحبة، وفضول الطعام.
2. الإقبال على الله والاشتغال به.
3. الرغبة في الآخرة.
4. الزهد في الدنيا.
5. التلذذ بالعبادة.
6. التعود على المرابطة في المساجد.
7. الخلوة للطاعة والتحلي بالعمل الصالح.
متفرقات:
1. إن استطعت الاعتكاف في أحد الحرمين فلا تفوت الفرصة، وإلا فمسجد يعينك المعتكفين به على طاعة الله.
2. الصحبةُ الصحبة (انتقهم، وارق بهم ومعهم).
3. القراءة في أحكام الاعتكاف مهم جداً، ولا تتساهل بأخذ المباحات كالاشتراطات من خروج خارج المسجد لصلاة مع إمام آخر، أو غير ذلك، فقد يفقد الاعتكاف مقصده بذلك، إذ الاختلاط مع الناس قد يسيء للقلب المنحبس على الطاعة.
أخيراً.. قال الإمام الزهري رحمه الله: "عجباً للمسلمين! تركوا الاعتكاف، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم ما تركه منذ قدم المدينة حتى قبضه الله عز وجل".
قيم وأخلاق رمضانية .. العفو والصفح:
قال الله تعالى على لسان المؤمنين: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر: 10].
قال أنس بن مالك رضي الله عنه: كنا في المسجد عند رسول الله فقال النبي عليه الصلاة والسلام: «يدخل عليكم من هذا الباب رجل من أهل الجنة»، قال: فدخل رجل من الأنصار، تنطف لحيته من وضوئه، قد علق نعليه بيده، فسلم على النبي وجلس، قال: ولما كان اليوم الثاني قال: «يدخل من هذا الباب عليكم رجل من أهل الجنة»، قال: فدخل ذلك الرجل الذي دخل بالأمس، تنطف لحيته من وضوئه، مُعلقاً نعليه في يده فجلس، ثم في اليوم الثالث، قال عبد الله بن عمرو بن العاص: فقلت في نفسي: والله لأختبرن عمل ذلك الإنسان، فعسى أن أوفّق لعمل مثل عمله، فأنال هذا الفضل العظيم أن النبي أخبرنا أنه من أهل الجنة في أيامٍ ثلاثة، فأتى إليه عبد الله بن عمرو فقال: يا عم، إني لاحيت أبي -أي خاصمت أبي-، فأردت أن أبيت ثلاث ليال عندك، آليت على نفسي أن لا أبيت عنده، فإن أذنت لي أن أبيت عندك تلك الليالي فافعل، قال: لا بأس، قال عبد الله: فبت عنده ثلاث ليال، والله ما رأيت كثير صلاةٍ ولا قراءة، ولكنه إذا انقلب على فراشه من جنب إلى جنب ذكر الله، فإذا أذن الصبح قام فصلى، فلما مضت الأيام الثلاثة قلت: يا عم، والله ما بيني وبين أبي من خصومة، ولكن رسول الله ذكرك في أيامٍ ثلاثة أنك من أهل الجنة، فما رأيت مزيد عمل!! قال: هو يا ابن أخي ما رأيت، قال: فلما انصرفت دعاني فقال: غير أني أبيت ليس في قلبي غش على مسلم ولا أحسد أحداً من المسلمين على خير ساقه الله إليه، قال له عبد الله بن عمرو: تلك التي بلغت بك ما بلغت، وتلك التي نعجز عنها" (أخرجه عبد الرزاق: 20559، عن معمر، عن الزهري، عن أنس، وعنه الإمام أحمد: 12697، وهذا سند صحيح على شرط الشيخين).
وفي سنن ابن ماجه عن عبد الله بن عمرو قال: "قيل: يا رسول الله أي الناس أفضل؟" قال: «{C}{C}مخموم القلب صدوق اللسان{C}{C}» قيل: "صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟" قال: «{C}{C}هو التقي النقي الذي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد{C}{C}».
وقد ورد أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تسأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن دعاء تدعو به ليالي العشر فقال: «{C}{C}اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا{C}{C}»، وعجبي أحبتي كيف لنا أن نطلب العفو ولم نعفو عمن ظلمنا؟!
قال بعض السلف: "أفضل الأعمال سلامة الصدور، وسخاوة النفوس، والنصح للأمة".
أيها المؤمن... أيتها المؤمنة... فلتتصافح القلوب ولتتغافر النفوس..
ولنقل كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: «{C}اذهبوا فأنتم الطلقاء».. ورمضان ميدان لذلك.
سعيد بن محمد آل ثابت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق