لبيب ولبيبة

السبت، 10 نوفمبر 2018

أمانة التربية

السلام عليكم و رحمة الله

مقال أعجبني اريد أن اشاركم اياه


(أمانة التربية)

كتبه/ م.عبدالرحمن الكِنِدي
في عدة تغريدات

‏الانغماس الدنيوي وغياب الآخرة بحقيقتها وتفاصيلها عن الذهن ولَّد نوعًا من انتكاس المفاهيم، ومن أبرزها هو مفهوم التربية .. وهي تلك الأمانة الملقاة على عواتق الوالدين ؛ الكثير يعتقد أنَّه يؤدِّي هذه الأمانة على الوجه المطلوب .. وفي الحقيقة بينه وبينها بُعدَ ما بين المشرق والمغرب.

‏لا بدَّ أولًا من إعادة الأمور إلى نصابها حسب ما تمليه الشريعة الإسلامية ؛ صلاة الفجر .. أهمُّ من المدرسة، الاحتشام .. أهُّم من التجمُّل، حفظ البصر والعفاف .. أهمُّ من السفر والتنزُّه في بلاد المنكرات، الغذاء الروحي للقلب .. أهمُّ من الغذاء الجسدي للبدن.

‏عادةً ما يزيِّن الشيطان للوالدين أنَّ تلبية طلبات الأبناء والبنات المتعارضة مع تعاليم الشريعة الإسلامية هي نوعٌ من أداء أمانة التربية، وهي في الحقيقة .. خيانة لتلك الأمانة، وأول من سيجحدها .. هم الأبناء والبنات يوم القيامة عندما تنجلي عن أعينهم الغفلة.

‏صدقني .. لن يسألك ابنك يوم القيامة: لمَ لمْ توقظني للمدرسة؟ لكنه سيسألك: لمَ لمْ توقظني لصلاة الفجر؟ لن يسألك: لمَ لمْ تسافر بي للتنزه في الدولة الفلانية؟ لكنه سيسألك: لمَ لمْ تعلمني غضَّ البصر وحماية العفاف؟ وسيسألك: لمَ عرضتني لكل تلك الفتن تحت شعار السياحة؟

‏صدقيني .. لن تسألك ابنتك يوم القيامة: لمَ لمْ تغرقيني بالمال وتلبِّي لي كل الطلبات كصديقاتي؟ لكنها ستسألك حتمًا: لمَ لمْ تعلميني العفَّة والحياء وكمال الحجاب وصحبة الفاضلات والاحتشام في المناسبات وعدم مخالطة الرجال؟ ستسألك: لماذا عاونتيني على المنكر .. بتلبية طلباتي المحرَّمة؟

‏أخي الأب .. أختي الأم:

طلبات الأبناء والبنات لا بدَّ أن توضع أولا في ميزان الشريعة، ما وافقها يُنفَذ .. وما عارضها يُرفَض، الفرحة التي ترتسم على وجوههم من تلبية ما لا يرضي الله لهم اليوم .. ستنقلب حسرةً وغضبًا وتأنيبًا لكما يوم القيامة.

‏التربية أمانة .. ومعيارها موافقة الشريعة، لا موافقة أهواء الذريَّة، قد يغضبهم رفضكما لطلباتهم اليوم .. لكن سيشكرونكما على ذلك يوم القيامة، وقد يفرحهم تلبيتكما لطلباتهم اليوم .. لكنهم سيؤنبونكما على ذلك يوم القيامة.

وكم من طلبات أبناءٍ لُبيَت .. أوردت الوالدين عذاب الآخرة.

‏لفتة قرآنية:

بَقِي بعض الصحابة في مكة وتأخروا عن الهجرة تلبيةً لرغبات أزواجهم وأولادهم ؛ إذ كانوا يأبون هجرتهم ويقولون: لمن تتركونا؟ فأنزل الله فيهم:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ

ليست هناك تعليقات:

المشاركات الشائعة